الجمعة، 31 ديسمبر 2010

البابا وبلير.. إنها بالفعل صليبية


البابا وبلير.. إنها بالفعل صليبية.
  موقع المسلم | 30/5/1430 هـ



في يوم واحد، فاجأتنا الصحف والوكالات الإخبارية الأحد بخبرين ليسا جديدين لكنهما لافتان كونهما جاءا في توقيت واحد، وفي مكانين مختلفين بالقارة العجوز، أوروبا.


"فلتساعد الشهادة الروحية للقديس بنديكتوس هذه القارة على البقاء أوفياء لجذورهم المسيحية وبناء أوروبا تقوم على الوحدة والتضامن"، قال البابا بنديكتوس السادس عشر في قداس أحياه بوسط أوروبا..


أما جون بيرتن، المندوب السياسي لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في دائرته الانتخابية في مدينة سيدجفيلد لمدة 24 عاماً؛ فقد نقلت عنه صنداي تلجراف البريطانية السبت قوله: " إن بلير اعتبر قراره المشاركة في حرب كوسوفو والعراق جزءاً من معركته المسيحية لإيمانه بأن قوى الخير يجب أن تنتصر على قوى الشر"


ويضيف بيرتن: "هذه الحماسة كانت جزءاً من بلير وجزءاً من اعتقاده المسيحي الذي حفّزه على العمل نحو الأفضل، لإيمانه بأن الناس يجب أن يُعاملوا بطريقة نزيهة، ولم يكن يقلق من قيامهم بالارتياب بقراراته بل بأخلاقه لقناعته بعدم وجود خط فاصل بين سياساته ومسيحيته".


إنه البابا يدعو إلى الوحدة الأوروبية المسيحية، والتضامن بـ"بركة" روح القديس، وبلير كان لا يضع خطاً فاصلاً بين المسيحية والسياسة، أما شعار "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" الذي أطلق في أوائل الثمانينات عربياً فهو يخصنا وحدنا من دون العالمين!!


على العرب والمسلمين وحدهم أن يكونوا علمانيين، ويتوجب عليهم أن يفصلوا دينهم عن دنياهم، وإلا صاروا رجعيين مثل بلير الذي يقود أقدم ديمقراطية في العالم، أما العالم "المسيحي" فلا يلزمه ما يلزمنا، وبوسعه ألا يفصل بين الدين والسياسة، وأن يظلل كل حياته بدينه ليمنحه "الأخلاق والقيم"، وإذ يطلب العلمانيون عند بني يعرب أن نحبس ديننا في "دور العبادة"؛ فإن بيرتن يشدد على أن إيمان بلير "المسيحي"، "كان جزءاً منه وشمل حتى جواربه القطنية"!!


وعندما قال بوش عن حربه على المسلمين إنها "حرب صليبية"، سرعان ما ابتدرنا المدافعون في بلادنا بأن كلمته لا تعدو كونها "زلة لسان" حتى قبل أن يستخف بنا البيت الأبيض بتصريح يؤكد ذلك، غير أن ما يرشح من داوننج ستريت أتى ليعزز حقائق الواقع ومسلماته الواضحة..


إننا لا نستهلك كلاماً حول الحرب الصليبية وواقعيتها الراهنة، لكننا نقول فقط لأولئك الأتباع الأذلاء الذين لا يؤمنون بالفكرة إلا إذا أتت رياحها من الغرب، هاكم الغرب يكفر بالعلمانية التي أنتم بها مؤمنون.. أفلا تتراجعون؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق