الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

البابا يتعهد في إسرائيل بالتصدي لمعاداة السامية


دعا إلى تسوية تقوم على حل الدولتين
البابا يتعهد في إسرائيل بالتصدي لمعاداة السامية


نتنياهو وبيريز يتقدمان مستقبلي بابا الفاتيكان لدى وصوله مطار تل أبيب (الفرنسية)


استهل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر زيارته إلى إسرائيل اليوم بالتذكير بـ"ضحايا النازية" مؤكدا أن معاداة السامية مرفوضة بالكامل، ودعا إلى تسوية بين الفلسطينينيين والإسرائيليين تقوم على حل الدولتين وهو ما انتقدته حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وعقب وصوله إلى مطار بن غوريون بتل أبيب في أول زيارة يقوم بها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية قال بابا الفاتيكان "إن معادة السامية تطل برأسها البغيض في أماكن كثيرة من العالم".

وقال "من المأساوي أن اليهود مروا بظروف أيديولوجية مروعة تحرم كل إنسان من كرامته الأساسية".

وأضاف البابا الألماني المولد "انتهز فرصة تبجيل ذكرى ستة ملايين يهودي ضحايا المحرقة، وأن أصلي كي لا تشهد الإنسانية مجددا أبدا جريمة بهذا الحجم".

وكان وزير الأديان الإسرائيلي يعقوب ميرغي قد سبق ودعا البابا قبل وصوله إلى التنديد صراحة بالمشككين بالمحرقة والمعادين للسامية.

التسوية
وبشأن الأوضاع في المنطقة دعا البابا إلى "حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى يتسنى للشعبين العيش في سلام كل في وطن خاص به داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليا" كما حث قادة دول الشرق الأوسط إلى "طرق جميع الأبواب" لإحلال السلام. 

وفي كلمته التي رحب فيها بالبابا بالمطار قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز "نرى في زيارتك هنا للأرض المقدسة مهمة روحانية هامة على أعلى مستوى مهمة للسلام ومهمة لزرع بذور التسامح واقتلاع أعشاب التعصب الضارة من جذورها".

وأضاف بيريز "لقد عقدنا سلاما مع مصر والأردن ونجري مفاوضات سلام مع الفلسطينيين وربما نتوصل لسلام شامل إقليمي هنا في المستقبل القريب".

واستقل بابا الفاتيكان بعد ذلك طائرة هليكوبتر إسرائيلية حربية أقلته إلى القدس، حيث أقيم احتفال قصير بوصوله رحب فيه رئيس بلدية القدس الإسرائيلي نير بركات بالبابا في "عاصمة إسرائيل"، حسب تعبيره.

منع
ومنعت السلطات الإسرائيلية ممثلي السلطة الفلسطينية من عقد مؤتمر صحفي في فندق أمباسادور في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية بمناسبة زيارة الباب في القدس الشرقية بادعاء أنه يحظر على السلطة الفلسطينية القيام بأنشطة في القدس الشرقية.

وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها ستقوم بأكبر عملية أمنية لها في نحو عقد منذ زيارة البابا الراحل يوحنا بولص الثاني عام 2000. 


إسرائيل تشدد الإجراءات الأمنية أثناء الزيارة
(الفرنسية)



وسيتم نشر نحو ثلاثين ألفا من الشرطة وستحلق طائرات الهليكوبتر مرافقة البابا إلى كل مكان يذهب إليه.

دعوى
من جهته تقدّم المستوطن الإسرائيلي باروخ مارزل وعدد من أنصاره المتطرّفين بدعوى شخصية أمام محكمة في القدس لمنع البابا من مغادرة إسرائيل بدعوى استيلاء الكنيسة على أدوات عبادة في ما يُعرف بجبل الهيكل.

وتطالب الدعوى الفاتيكان بإعادة شمعدان ومذبح من ذهب وآخر من نحاس كان يستخدمها اليهود للعبادة ويزعم المدّعون أنها موجودة في أقبية الفاتيكان.

انتقاد
أمّا إمام مسجد شهاب الدين في مدينة الناصرة الفلسطينية داخل الخط الأخضر الشيخ ناظم أبو سليم فقد قال إن البابا غير مرحّب به لأنه أساء إلى الإسلام في تصريحات سابقة ورفض الاعتذارعنها.

وقال الشيخ أبو سليم إن زيارة البابا ليست بريئة أو دينية خالصة، بل لها أبعاد سياسية اجتماعية.

وفي غزة انتقدت حركة حماس زيارة البابا لإسرائيل وقالت إنها تجمّل صورة الاحتلال، واستغربت الحركة في بيان صحفي ما دعته تسويق البابا لحل الدولتين، وقالت إن ذلك يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية. 

يذكر أن الزيارة سبقتها انتقادات واتهامات للفاتيكان بالرضوخ للإسرائيليين بعدم زيارة البابا لجدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية على الرغم من أن البابا سيزور نصب ضحايا المحرقة اليهودية.
المصدر: الجزيرة + وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق